في الخامس من شهر ذي القعدة عام 1341هـ /1923م، ولد صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله الفيصل في مدينة الرياض، وهو الابن الأكبر للملك فيصل بن عبد العزيز.. نشأ سموه نشأة خاصة تحت رعاية جده الملك عبد العزيز - رحمه الله - الذي أولاه الحب، وتربى في كنفه، فكان يطلق عليه تدليلاً ومحبة لقب «ربع الدنيا»،من فرحته بحفيده الأول.. وكان إذا غاب عنه، قال: آتوني بربع الدنيا لأراه.
وظل الأمير عبد الله الفيصل، يرتاد مجلس الملك عبد العزيز، وهو لايزال طفلا صغيرا، يلتقط الإيماءات والإرشادات التي كان لها كبير الأثر في حياته فيما بعد، فقد انعكست السمات العظيمة لشخصية الملك عبد العزيز على شخصية الحفيد الأمير عبدالله الفيصل.
كان الفارق السني بين الوالد الملك فيصل وبين الابن الأمير عبدالله - رحمهما الله - 17 عاماً فقط.. وإذا كان سموه، قد تلقى تعليمه الأول وخبراته الحياتية الأولى على يد جده الملك عبدالعزيز، لأنه لم يقابل والده الملك فيصل إلا في السادسة من عمره، إلا أنه ورث عنه توقير الكبير، والعطف على الصغير، بعيداً عن الأهواء والأغراض، متمسكاً بالقيم والآداب الإسلامية، وبعد أن شب أصبح يرافق والده فى مناسبات الضيافة، والمناسبات الرسمية، منها تأسيس وإعلان هيئة الأمم المتحدة عام 1945م بالولايات المتحدة الأمريكية.
دراسته :
انتقل الأمير عبد الله الفيصل من العاصمة الرياض إلى مكة المكرمة، وهو في السادسة من عمره، ليكون قريباً من والده وبدأ مرحلة جديدة من حياتــه.
التحق بالمدرسة وقت أن كانت الشهادة الابتدائية أعلى شهادة تعليمية ينالها طالب العلم في هذه المرحلة، وقد حصل على هذه الشهادة من المدرسة الفيصلية التي كانت إحدى سبع مدارس ابتدائية في مكة المكرمة، منها المدرسة السعودية، والمدرسة الرحمانية، والمدرسة الفيصلية، والمدرسة العزيزية، والمعهد العلمي السعودي.
وظهر تفوق الأمير عبد الله الفيصل في دراسته مبكراً، مما جعل إدارة المدرسة الفيصلية، تصفه في أحد النصوص المنشورة عنها ما يلي: ( كان سمو الأمير عبد الله الفيصل مثال الكمال للطالب وكان يحوز الأولية ويتقدم جميع أقرانه بجدارة واستحقاق).
و في عام 1357هـ شكلت لسموه لجنة لامتحانه الشهادة الابتدائية، أداها سموه بنجاح تام وتفوق.
ومنذ بداية صباه كان الأمير عبد الله الفيصل شغوفاً بالعلم وقراءة كتب الأدب والتاريخ وقضايا السياسة، وظل الشعر أحب الفنون إلى نفسه ووسع نظرته ومداركه الثقافية من خلال قراءته الحرة ومجالسـة الكتاب والمثقفين ومفكري العالم العربي.
امتلك سموه ناصية البيان في أرقى فنون الشعر فاعتبر من الشعـراء المميزين، و تأثر بوالده في الشعر الشعبي، فقد كان الملك فيصل - رحمه الله - من البارزين في هذا الشعر.
ومن أبرز الشعراء القدامى الذين قرأ لهم وتأثر بشعرهم ووجد في نفسه هوى لفنهم المتميز طرفة بن العبد، والنابغة الذبياني، وامرىء القيس، وعنترة بن شداد من الجاهليين، وعمر بن أبي ربيعة والمتنبي وأبي تمام من شعراء العصر الإسلامى، وإبراهيم ناجي، وأحمد شوقي، وعلي محمود طه وبدوي الجبل وعمر أبو ريشة من العصر الحديث.
ولم يقتصر اهتمام الأمير الراحل بالشعر العربي الذي أبدع فيه من خلال عدة دواوين شعرية أولها (وحي الحرمان) ثم (حديث قلب) والثالث (المجموعة الكاملة لشعر الأمير عبدالله الفيصل)، بل اهتم سموه أيضاً بالشعر الشعبي، وأصدر ديوان (مشاعري).
ترجمت أعمال الأمير عبدالله الفيصل إلى عدة لغات منها: الإنجليزية والفرنسية والروسية.